languageFrançais

طوارئ صحية عالمية : سوء استخدام المضادات الحيوية يفتك بالبشرية

39 مليون شخص يمكن أن يفقدوا حياتهم في غضون الخمس والعشرين سنة المقبلة بسبب أمراض تعتبر في السابق وفي الوقت الحاضر عادية وقابلة للعلاج إلا أن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية يمكن أن تجعل هذه الأمراض خطيرة و قاتلة ,  فكثرة استهلاك المضادات الحيوية بوصفات طبية أو بدونها أضعفت مناعة الأجسام و جعلت الجراثيم مقاومة لهذه الأدوية . فكيف على العالم أن يتحرك لمواجهة هذا الإشكال الصحي ؟

 

يواجه العالم حالة طوارئ صحية تتعلق بالمضادات الحيوية التي لم تعد ناجعة لعلاج عدة أمراض مع توقع العلم أن تزداد قوة الجراثيم  في التصدي للأدوية لتصبح أمراض مثل الالتهاب الرئوي و الإسهال و العمليات الجراحية و حتى الولادة مهددة لحياة الإنسان و لا أحد في مأمن منها .

أجسام الشيوخ الأكثر عرضة لعدوى الفيروسات

دراسة حديثة نشرتها مجلة لانسيت lancet  اعتمدت  سجلات تعود الي سنة 1990 كشفت فقدان  أكثر من مليون حياة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات كل عام، ليصل المجموع إلى أكثر من 36 مليونا محذرة من أن ارتفاع نسبة الشيخوخة في العالم. وتعرض هذه الفئة إلي العدوى يسرع في نسبة الوفيات بالميكروبات المقاومة للأدوية.

39 مليون شخص يمكن أن يفقدوا حياتهم بحلول 2050
 

في مقال نشرته صحيفة ذو غارديان البريطانية حذرت الكاتبة وهي المبعوثة الخاصة للحكومة البريطانية حول ملف المضادات الحيوية من أن هذه الأرقام يجب أن تكون بمثابة تحذير للسياسيين و الحكومات  في مختلف أنحاء العالم: ففي غياب إجراءات عاجلة، سوف يفقد 39 مليون شخص آخر حياتهم في غضون جيل واحد .

اجتماع بالأمم المتحدة حول المضادات الحيوية

ورغم أن الصورة تبدو مظلمة لكنها ليست خالية من الأمل إذ سيجتمع هذا الأسبوع زعماء  العالم بالأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة هذا الملف  الحارق بمشاركة خبراء من كل أنحاء العالم و البحث عن تطوير أدوية بديلة أكثر فاعلية و تنظيم عملية الوصول إلي المضادات الحيوية و لما لا إنقاذ ملايين الأرواح .

و وفق آخر احصائيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في سنة 2023 فإن تونس هي الثانية عالميا في استعمال المضادات الحيوية وهو ناقوس خطر على السلطات الصحية أن تنتبه إليه .

خولة الكعبي